الإمامة فكرة مذهبية ، أساسها عقيدة دينية ، واختيار الامام ونصبه مردود أمره إلى أهل الإستقامة في الدين ، الذين يتشاورون فيما بينهم ، ويختارون لأنفسهم إماما ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وفق ما جاء في القرآن الكريم ، وفي سنة النبي الأمين.

وطاعة الإمام واجبة له على رعيته في امور الدنيا وفي أمور الآخرة وإليه ترجع الأمور ، فهو الذي يقيم الولاة ، وينصب القضاة ويجبي الأموال ، ويقيم الحدود وفق قواعد الدين ، وأداء الأمانة التي حملها الإمام . وكذلك كان حال الإمامة في عمان  على نحو ما ذكرته كثيرمن كتب التاريخ مثل كتاب "تحفة الأعيان " للإمام نور الدين السالمي وكتاب " الشعاع الشائع باللمعان في ذكر ائمة أهل عمان" للمؤرخ العماني حميد بن حمد بن رزيق وأيضا كتاب " عمان عبر التاريخ " لصاحبه الشيخ سالم بن حمود السيابي .

وقد  وددت أن أقدم للقاريء الكريم نبذة عن حياة  هؤلاء الائمة وتاريخ حقبة من حياة بلادنا العزيزة معتمدا في ذلك على الكتب السابق ذكرها وبعض المراجع الأخرى وقد آثرت أن نبدأ بمطلع قصيد إبن رزيق التي ذكر فيها 25 إماما أولهم الإمام الجلندى بن مسعود وآخرهم الإمام سلطان بن مرشد .

         عمان عن لسان الحال ردي                جوابا منك لـي أرجو الجـوابا

         أمـا عــين إلـيك لــها دمـوع               على من جسمهم أضحى ترابا

         لـعمرك ذكري مـن ذكرتـــه               صحائف  عنهم لـن يسترابـــا

         هــم  كـانـوا لـديـن الله كـفـا                وسـيـفــا لا يمـلـون الضـرابـا

        أئـمـــة أمــة كــانــوا فبانــوا               كـغـيم صـب فانقـشع انجـيابــا

        أقـامـو الـعـدل بالـعـزم الـذي              إلى المعـوج ينخفـض انتصـابا

       سقـوا أسيـافهم بـدم الأعــادي               ومـا أصـدوا بطعـنهـم الحرابـا

       أعـزو الإستـقـامـة والأعـادي               لهـم ذلـوا وما نـصروا العتـابـا 

       إذا بـاغـي الشــآم سـطا بـكـف              إلـى أجــنـاده عـدم الـرقـابـــــا

       وعـض أمـيـرهم كفـا وعـفــت              كواعـبه بأدمـعـها الـخـضابـــا

      وقـالـت مـــــا الأبـاضـيـون إلا              أســود يـدعـون عـمان غـابـــا

      لـديـن لا لـديـنـار هــــواهــــــم             فـفاتو الريـب واجتـنبوا الربابـا

      شـراة تـابعـو سـننـا حـكـاهـــــا             رسـول الله واتـبعـوا الـكـتـابـــا

     إذا بـاغـي العــــراق سـقـاه رأي             لفـلـة بـأسهـم شـرب السـرابـــا       

1- الجلندي بن مسعود بن جيفر

إنتقال الحكم إلى ملوك بني نبهان