الإمام الجلندى بن مسعود

    بيعته:-

 

  لما تحقق للعمانين صحة صلاحية الجلندى للإمامة العليا ، اجتمعوا عليه وطالبوه بأن يكون إماما قائما بأمورهم الدنيوية والدينية ، وكان أهل المذهب كلهم متحركين لنصب الإمامة وقد قام طالب الحق عبدالله ابن يحيى إماما لإباضية اليمن ، وفي نفس الوقت بايع إباضية المغرب أبا الخطاب المعافري ، وكانت البيعة للجلندى رحمه الله في سنة 133هـ .

وسبب البيعة حسبما ورد في تحفة الأعيان أن أبا العباس السفاح ولى أخاه أبا جعفر المنصور على العراق وولى المنصور على عمان جناح بن عبادة بن قيس الهنائي ثم عزله وولى ولده محمد ابن جناح فلان للمسلمين ووافقهم على ما يحبون حتى صارت ولاية عمان لهم ، فعند ذلك عقدوا الإمامة للجلندى ابن مسعود ، فكانت سببا لظهور الاسلام وقوة شوكته وكان عادلا مرضيا ، وكان الجلندى ممن حضر بيعة عبدالله ابن يحيى طالب الحق .

  تنضيمه للشراة :-

  لاريب أن الإمام بمنزلة مربي الأمة ، والأمير يضع مسالك الخير لمأموريه في جميع امورهم الدينية والدنيوية ، والقائد يرتب الجند ويدربهم على موارد حياتهم ومصادرها ،وكذلك كان الإمام الجلندي بن مسعود رحمه الله تعالى رتب الشراة مراتب إعدادية ، فجعل الشراة كتائب ، وجعل لهم مراتب ، فكانت كل كتيبة تتكون من مائتا رجل ، أو ثلاثمائة رجل أو أربعمائة رجل وهكذا ، وجعل على كل كتيبة قائدا كامل الشروط دينا وفقها وأدبا وأمانة . وهذا أمر لابد منه في الحياة الاسلامية الصحيحة ، كما أنه جعل لكل عشرة مؤدب من أهل الفقه يعلمهم الدين ، ويؤدبهم بالمعروف ، ويسددهم عن الزيغ ، ويقيمهم على الطريقة ، ويهديهم سبيل الرشاد.فيكون الإمام قد أدى واجبه نحو هؤلاء الشراة ، كما أدى واجبه نحو أمته المسلمة وشعبه المؤمن ، ويكون بذلك عند الله من الرجال الصالحين ، وهكذا كان الإمام الجلندى الذي هو أول إمام بعمان ، واول من أقام صروح الإسلام في هذا الوطن الخالد.وأول من اتخذ الشراة هو الإمام الجلندى رحمه الله ، فكانوا سهاما على العدو مسمومة ، ورماحا مهيأة لطعن العدو عندما يتحرك بسوء على المسلمين .

وفاته:

استشهد الإمام الجلندى في سنة 134هـ بعد إن مكث في الإمامة سنتين وشهرا وقد استشهد مع عشرة آلاف من جنوده على يد جنود السفاح العباسي أخزاه الله اذ سلط عليه الجدري فمات في الأنبار.

 

الصفحة الرئيسية